ألمانيا تصنّف حزب "البديل" مجموعة يمينية متطرفة وواشنطن تنتقد
ألمانيا تصنّف حزب "البديل" مجموعة يمينية متطرفة وواشنطن تنتقد
صنّف جهاز الاستخبارات الداخلية الألمانية يوم الجمعة حزب “البديل من أجل ألمانيا”، "مجموعة يمينية متطرفة"، في خطوة تفتح الباب أمام مراقبة أمنية موسعة وتغذي المطالبات بحظر الحزب المثير للجدل.
ويتيح هذا التصنيف للسلطات استخدام أدوات رقابة مشددة، بينها التنصت على المكالمات الهاتفية والاستعانة بعملاء سريين، وفق "فرانس برس".
وسارع قادة الحزب المناهض للهجرة إلى التنديد بالقرار، وعدوه "ضربة موجعة للديمقراطية"، مؤكدين نيتهم رفع دعوى قضائية ضد التصنيف، وجاءت الخطوة بعد أشهر من تحقيق الحزب المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية بنسبة تجاوزت 20% من الأصوات.
وفي بيان مشترك، قال رئيسا الحزب أليس فايدل وتينو كروبالا، إن "البديل من أجل ألمانيا، كحزب معارض، يتعرض الآن لتشويه سمعته وتجريمه علنًا"، معتبرين القرار "له دوافع سياسية واضحة".
معاداة الأجانب والمسلمين
أوضح جهاز الاستخبارات أن القرار استند إلى تصريحات متكررة "معادية للأجانب والمسلمين والإسلاموفوبيا"، أطلقها مسؤولون بارزون في الحزب، واعتبر الحزب يسعى إلى "استبعاد فئات سكانية معينة من المشاركة المتساوية في المجتمع"، بما في ذلك الألمان المنحدرون من أصول مهاجرة ذات أغلبية مسلمة.
وأعاد هذا التصنيف الزخم إلى الدعوات المطالبة بحظر الحزب، خاصة مع استعداد المحافظ فريدريش ميرتس لتولي منصب المستشار الثلاثاء المقبل، على رأس حكومة ائتلافية مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس.
وقال رالف شتيغنر، النائب عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، في تصريحات لمجلة "دير شبيغل"، إن "أعداء الديمقراطية يجب محاربتهم بكل الوسائل السياسية والقانونية".
واشنطن تهاجم وبرلين ترد
أثار القرار الألماني ردود فعل دولية لافتة، حيث انتقد وزير الخارجية الأمربكي ماركو روبيو الخطوة على منصة "إكس"، واصفًا منح الاستخبارات الألمانية صلاحيات موسعة بأنه "طغيان مقنّع".
لكن الخارجية الألمانية ردت بمنشور مباشر على نفس المنصة قائلة: "هذه هي الديمقراطية، لقد تعلمنا من تاريخنا أن التطرف اليميني يجب أن يُوقف".
وتواصلت الانتقادات من شخصيات محسوبة على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ اتهم نائب الرئيس جاي دي فانس الحكومة الألمانية بإعادة بناء "جدار برلين"، مضيفًا أن "الجدار أعيد تشييده، ليس من قبل الروس، بل من المؤسسة السياسية الألمانية".
شعبية تصاعدية
شهد الحزب تصاعدًا في شعبيته في السنوات الأخيرة على وقع أزمة الهجرة والركود الاقتصادي، وتمكّن من التقدم على تحالف ميرتس في بعض استطلاعات الرأي، وخرق ميرتس سابقًا التعهد بعدم التعاون مع الحزب عندما استفاد من دعمه لتمرير مقترح برلماني حول الهجرة، ما أثار احتجاجات واسعة.
وحظي الحزب خلال حملته الانتخابية بدعم علني من رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، الذي ظهر في بث مباشر بأحد تجمعاته، وأجرى مقابلة مع أليس فايدل، لكن الحزب لم ينجُ من الجدل، إذ اتُّهم بعض قادته باستخدام شعارات نازية، كما أظهرت تقارير وجود صلات وثيقة له مع روسيا، ووجهت هذا الأسبوع تهمة التجسس لحساب الصين إلى مساعد سابق لنائب عن الحزب في البرلمان الأوروبي.
وفي ألمانيا، يشكل تصنيف حزب سياسي كـ"تشكيل يميني متطرف" خطوة قانونية حساسة، تعكس مدى التهديد الذي يُقدّره الجهاز الأمني للمجتمع والدستور، ومنذ الحرب العالمية الثانية، تبنت البلاد موقفًا صارمًا تجاه أي تيارات تتبنى خطاب الكراهية أو تسعى إلى تقويض النظام الديمقراطي، مستندة إلى دستورها الذي يمنح الحق في حظر الأحزاب المعادية للديمقراطية.
ومع صعود الحركات اليمينية في أوروبا، تزايدت الدعوات لتشديد الرقابة القانونية على أحزاب مثل "البديل من أجل ألمانيا"، التي يتهمها معارضوها بتغذية العنصرية والتطرف القومي.